"وقفوهم إنهم مسؤولون "
اللهم اني اسالك رحمة من عندك تهدي بها قلبي وتجمع بها شملي وتلم بها شعثي وترد بها الفتن عني وتصلح بها ديني وتحفظ بها غائبي وترفع بها شاهدي وتزكي
بها عملي وتبيض بها وجهي وتلهمني بها رشدي وتعصمني بها من كل سوء.
لله في الآفاق آيات ***** لعل أقلها هو ما إليه هداك
ولعل ما في النفس من آياته ***** عجب عجاب لو ترى عيناك
الكون مشحونٌ بأسرار ***** إذا حاولت تفسيرا لهاأعياك
قل للطبيب تخطفته يد الردى ***** يا مداوى الأمراض من أرداك
قل للمريضنجا وعوفي بعد ما ***** عجزت فنُونُ الطب من عافاك
قل للصحيح مات لا من علة ***** من يا صحيحُ بالمنايا دهاك
بل سائل الأعمى خطا وسط الزحام ***** بلااصطدام من يا أعمى يقود خطاك
بل سائل البصير كان يحذر حُفرة ***** فهوى بها منذا الذي أهواك
وسل الجنين يعيش معزولا بلا ***** راعٍ ومرعى من ذا الذييرعاك
وإذ ترى الثعبان ينفث سمه فسله ***** من يا ثعبان بالسموم حشاك
واسألهكيف تعيش يا ثعبان ***** أو تحيا وهذا السم يملأ فاك
واسأل بطون النحل كيفتقاطرت ***** شهدا وقل للشهد من حلاك
بل سائل اللبن المصفى من ببين فرث ***** ودم من ذا الذي صفاك
وإذا رأيت النخل مشقوق النوى ***** فاسأله من يا نخل شقنواك
وإذا رأيت البدر يسرى ناشرا ***** أنواره فاسأله من أسراك
وإذا رأيتالنار شب لهيبها ***** فاسأل لهيب النار من أوراك
وإذ ترى الجبل الأشم مناطحا ***** قمم السحاب فسله من أرساك
لله في الآفاق آيات ***** لعل أقلها هو ما إليههداك
ولعل ما في النفس من آياته ***** عجب عجاب لو ترى عيناك
"وقفوهم إنهم مسؤولون "
ما أقوى هذه الآية.. قرأها عمر بن الخطاب رضي الله عنه في صلاته.. فأخذ يبكي ويبكي.. وكيف لا يبكي وهو يشعر بالمسؤولية الكبيرة على عاتقه..
عمر يبكي.. ونحن نمر بهذه الآية مرور الكرام.. لا يطرف لنا جفن.. ولا تدمع لنا عين.. " وقفوهم إنهم مسؤولون".. كل منا سيقف.. ليسأل.. عن كل نفس خرج منه منذ التكليف.. ماذا فعل فيه وكيف استغله..
أتخيل أننا نسير فوجاً في طريق ما.. وإذا بأحدهم يستوقفك فجأة قرب باب القصر الذي انتهى إليه الطريق.. وفي صوت قوي يسألك: ((ماذا قدمت لتدخلي القصر وتقابلي الملك.. كان الطريق إلينا طويلاً.. فماذا عملت فيه؟؟))..
فإذا بك صديقتي تنظرين إلى الطريق خلفك.. تتذكرين كل لحظة مرت وأنت تسيرين فيه.. فهل تندمين على لحظات مرت عليك لم تقدمي فيها من العمل ما يعينك على دخول القصر.. ومقابلة الملك؟؟
صديقتي.. هل شعرت بأهمية العمل؟؟ هل عرفت أهمية استغلال كل ساعة.. بل كل لحظة من لحظات حياتك؟؟ صديقتي اسمعي حديث الحبيب يبين لنا ما الذي سنسأل عنه.. يقول عليه الصلاة والسلام: "لن تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع: عن عمره فيما أفناه.. وشبابه فيما أبلاه.. وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه.. وعن علمه ماذا عمل به"..
فلتستثمري عمرك فيما يفيد حتى يفتح لك الباب.. باب الجنة.. جنة عرضها السماوات والأرض.. وجدّي في العمل.. حتى تتمتعي برؤية وجه ربك الكريم..